رأيتهما ..و كأني لم أرهما من قبل ،هي.. تشع بهجة و اشراقا
و مرح و حيوية ، و هو.. يتوهج قوة و نضجا و يبزغ من عينيه بريق الأمل و الاصرار ..رأيتهما معا..يداهم متشابكتان.. و كأن علاقتهما كان لها مفعول السحر في شخصية كل واحد منهما..
و كأن روحيهما قد بعثتا من جديد و امتزجتا معا في سيمفونية بديعة ما كنا نسمعها من كل منهما ان عزف وحيدا .
لم أكن أتخيل أبدا أن هذا الشاب الذي كان يبدو بالأمس غير مكترث بالحياة،قانطا عليها سيصبح ذات يوم هذا الرجل الذي تملأ الابتسامة وجهه في زهو و انتصار ، و أن هذه الشابة الخجولة قليلة الكلام ..غير الخبيرة بالحياة.. ستتحول الى هذه الشخصية النشطة النابضة .انه الحب الذي وحد قلبيهما و أصبح الوقود الذي أشعل فيهما وهج الحياة.
بينما سارا ملتصقين كأنما لا يفهمان غير بعضهما و كأن العالم بكل ضجيجه لا يؤثر فيهما و الناس لا تعرفهما .. عرفتهما أنا ..الذي طالما نظرت اليهما باستعلاء ،كنت أراها صغيرة و ساذجة وأراه مستهتر و عابث ،و لكني الآن أتحدى أن يفشل أحد منهما طالما أنهما معا ..لقد وجد كل منهما من يأخذ بيديه و يقيمه حين يسقط و يربت على كتفيه ليشجعه حين ييأس .
لقد كانا في محطة القطار يستعدان للرحيل ..الى أين؟ لا أعلم ..فهم جزء من رحلة هذه الحياة ..رحلتهما و رحلتي ..
أما أنا فقد عشت حياتي وحيدا.. حبيس ذاتي.. جامد الشعور، أفكر بعقل ميت وأتبنى نظريات سطحية ضحلة.. بلا روح .. استطاعا هما أن يؤثرا في .. لقد علماني أن في الآخر نشعر و نعيش و نتقدم وننمو وفي الذات ننحط و ندفن .
كانا ينتظران القطار .. حتى حضر و ركباه.. ثم تحرك القطار.. ووقفت بالمحطة وحيدا .