Saturday, November 5, 2011

بيتنا يهتز


كنا في الزمن الماضي ..ننظف خارج منزلنا
و نكنس أي تراب يهفو
نوزع أشجار الزينة ..أمام الأبواب الأولى
الباب موصد بالكلية
لا نسمح لطيور الطلق أن تقترب
لا نسمح لكلاب الصيد أن تنبح بجوار الباب
وسياج يلمع في الليل..يمنع كل لصوص العمر
لم نسمح أن يدخل شيئا .. فيعكر صفو الداخل
و نزيد الوحدة بعزل كامل
لكل مفاتيح القلب
و لافتة صامدة أمام البيت
عليها جمجمة الميت
سوداء اللون
ممنوع الصوت
 والأفراح و الأحزان
فرح فرح ..موت موت
لا تغيروا الأغان
فأنا لا أسمعها
أمام منزلنا ممر طويل
بعيد كل البعد ..عن صخب الحياة
حول منزلنا حياة ..و يا لها من حياة
ولكني في المنزل أسكن
يفصلني حواجز صلبة ..عن أمواج بحار
واللغط الدائر في الأفق ..و ضجيج الأفكار
اعتدت أن أنظر لسماء المجد..لسمو العهد ..
لموسيقى الدهر .. للأحجار
أغمض عيني عن أضواء السهر
أغلق أذني عن ثرثرة الليل
أكلم شخصا بالداخل .. و لا يسمعني شخص أخر
نادى مناد..غدا عاصفة
زلزال يضرب للأعماق
لا يترك للقلب الفرصة ..أن يشتاق
قلت الباب بسلاسله..و سياج الدار حاميها
لن يقدر زلزال أو بركان أن يأتيها
نادى مناد..بل يأتيها
تنقلب الأيام الأولى
وحجارة دارنا العليا..تسقط تنهار
تتداعى كل الأفكار
كل تابوهات اللعبة..كل الخطط و الأركان
أمام البركان
تتلاطم أمواج البحر..تتداخل حمم و مياة
تتصاعد أبخرة الموت ..تتنفس صعداء حياة
كانت أخطاؤنا مدفونة ..في جدران البيت
و رؤوس نعام في الرمل ..تاركة أجساما هزلية
أفكار شكلية..
في جسد ميت
و دروع وهمية.. قد انهارت
و سلاسل حديد .. قد ساحت
أمام الماء
قلنا لا يدخل ماء لجدار صلب و فولاذ
قلنا لا نخرج لليم ..فاليم الأن بعيد
و السفن قاطنة بهدوء
بشراع مغلقة لا تلمع
خشب السفن كان جديدا.. و الماء سيفسد ألوانه
زلزال أطلق بركانه
و تداعت كل الأقاويل
كل موسيقى التراتيل
 و سياج التبجيل
كل خطوات طفولية..كل أوهام عقلية
نظريات الذهن و الروح
و لافتة تلمع تحت الشمس
سقطت في الريح
عليها حمم و ركام
هذي نهاية أيام..هذي نهاية أيام